٢٣‏/٠١‏/٢٠٠٦

مصر الجديدة

أثناء تناولي للعشاء أمس قمت بصناعه أول مكوك فضائي يحمل بني آداميين و يستطيع الذهاب للمريخ , أنتهيت من العشاء ثم أخذت الدائري الفضائي لأذهب إلي مصر فرع المريخ – دي غير مصر اللي إحنا عايشين عليها- بعد ما خرجت من الجوازات التي لم أنتظر فيها مطلقا أوقفت أحد سيارات التاكسي المسماه بتاكسي العاصمة التاكسي آخر موديل الأجرة محددة لكل مكان السائق غايه في الأحترام لا يتكلم كثيرا و كمان العداد ديجيتال,أستوقفني كثرة الصور المعلقة في الشوارع و مع ذلك تبدو الشوارع نظيفة جدا فسألت السائق عن السبب لأعرف أن اليوم هو يوم الاستفتاء علي تعديل الدستور –ليس مادة فيه- وذلك لتقليل بعض الإمتيازات التي يحصل عليها رئيس الجمهورية التي هي أصلا قليله علي حد زعمه وهذه الصور لبعض رؤساء الأحزاب, فطلبت منه عدم الذهاب إلي الفندق لأري ماذا سيحدث في هذه المعركة , سألت السائق عن بعض أحوال البلد , بدأت بسعر الجنية فرد قائلا أن الحكومة تسعى لتخفيض الجنية الجامح حتي لا تتأثر الصادرات المصرية للدول الخارجية , وجدت أمامي أحد الجرائد فمددت يدي لأقراه و سألت السائق هو الجرنان ده حكومي ولأ معارضة؟ قالي يابيه الجرائد دي بتاعت الشعب مش بتاعت أي حد , المهم فتحت الجرنان لأجد أخبار كثيرة في الصفحة الأولي مانشيت بالبنط العريض "ضياع فوز سهل لمنتخب مصر أمام نظيره الأرجنتيني في آخر مباريات الدور الأول لكأس العالم وبالرغم من ذلك تصدرت مصر المجموعة" سألت السائق هي مصر أتأهلت لكأس العالم يعني عدينا تصفيات كأس العالم ؟ رد و قد ظهرت علي وجهه علامات الآسى :آه ما ولاد الأبلسه لو كانوا غلبوا البرازيل في الدور قبل النهائي البطولة الي فاتت كنا هنقطع الصين في النهائي و مانحتاجش للتصفيات الي بترهق لاعبتنا علشان دوري أبطال أوروبا زودوا الفرق بتاعته , أصابتني حالة أندهاش جعلت السائق غاية في الأستغراب وقالي: فيه حاجة ؟! بصراحة سكت وقلت أكمل الجرنان أحسن . بقيت الأخبار معظمها علميه عن محاولات مصرية لتشغيل السيارات بماء البحر بدلا من الماء النقي! ,سألت السائق: فين صورة الرئيس ؟ بحلق فيا المرة دي جامد وقالي: دور عليه يمكن تلاقيله صورة له أو مقال جوه الجرنان ,لأول مرة أحس بدوار داخل سيارة ,مقال طب رئيس التحرير بيكتب فين في صفحة الوفيات !! ,رد : لا الصراحة هو ماكتبش النهاردة لكن هو بيكتب في صفحة الفن ص12. قبل أن أفيق من الصدمة توقفنا في أحد الإشارات وشاهدت شخص يهيأ لي أني شاهدته من قبل نظرت في الجريدة التي في يدي لأجده وزير الدولة للبحث العلمي سألت السائق : مش ده... قاطعني قائلا :آه ده وزير البحث العلمي الراجل ده كان كويس أول 6شهور مش عارفيين إيه اللي حصله علي العموم شكله هتتسحب منه الثقة هو كمان الناس ما بتتعلمش من أخطاء اللي سبقوهم , لم ينقذ رأسي من الصداع سوا سير الطريق الإشارة فتحت ما طولتش ,وجدت السائق قرفان سألته فيه حاجه يا أسطى قالي: مش عارف الإشارة دي هيشيلوها إمتي أنا لازم أقدم شكوي للمحافظ ,دي خلاص بقت الإشارة الوحيدة في البلد كلها دي ممكن يطير فيها وزير . وصلنا أخيرا لمقر الأستفتاء مش سامع حس و لا خبر سألت السائق: هما الناس فين أشار لي علي الناحية الأخري من الرصيف و قال: أصل أهل المنطقة دي مقاطعين الأنتخابات علشان المنطقة دي معظمها من حزب الوحدة ده حزب جديد معظمه من أهل المنطقة يقودهم نائب دايرتهم .بأستغراب طب فين الأمن المركزي و البلطجية رد أكثر أستغرابا بلطجية مين هو حد يقدر يتعدى علي حريةالتعبيرعن الرأي ده حق من حقوق الشعب اللي كفلها لهم الدستور , طلبت من السائق الذهاب إلي أي دائرة أخري طلب مني الذهاب إلي دائرته الأنتخابية أو أن أستقل تاكسي آخر لأنه لا يستطيع تفوت الأستفتاء وافقت علي الفور لإحساسي بوطنية السائق, المنظر الان مختلف تماما هناك الكثير من الناس و اللافتات كثيرة تطالب بتعديل الدستور وبرضه مش لاقي عساكر أمن مركزي فجأة وقعت عيني علي ضابط ذهبت لأساله ممكن أدلي بصوتي لو أنا مش من هنا رد بمنتهي الأحترام: حضرتك تقدر تصوت في أي لجنة طالما إنك مصري حتي لو جاي من الأرض وتبع ذلك بضحكة لذيذة لم أعهدها منهم – الضباط- أثناء إدلاء السائق برأيه في التعديل وجدت بوادر خناقة بصراحة أتبسطت قلت هي دي مصر اللي أنا عارفها ده أنا كنت قربت أنسى و لكن خيب الظابط ظني و جري لفض الأشتباك الذي أتضح إنه خناقة بين جيران ملهمش دعوة بالأنتخابات , رجعنا للسيارة وأوصلني السائق للفندق نظرت للمبلغ الظاهر علي العداد وجدته حوالي 9 جنيهات يا بلاش أخرجت من جيبي عشرة جنية مش خسارة في الرحلة دي و فجأة سمعت صوت غليظ بيقولي: عشرة جنية إية ده يا أفندي بقي من العباسية للتحرير في عز الضهر و تقولي عشرة حنية. الظاهر إننا رجعنا لمصر الأرضية أنا لازم أبطل عادت النوم في التاكسي, أشوفكم في عطارد الأسبوع اللي جاي.

ليست هناك تعليقات: