٢٧‏/٠٥‏/٢٠٠٧

دي كابريو الصعود للقمة يبدأ بالموت

قليلا ما نجد شابا لم يتجاوز الـ20 من عمره يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار كأحسن ممثل مساعد، ولكن النادر ما يحدث أن يبقى ذلك الفتى نجما للشباك طوال 12 عاما، ويرشح للأوسكار عدة مرات، وتحتفظ أفلامه بالبريق الذي يجعلها دائمًا مادة جيدة للنقاد للجدل حولها.

إنه النجم الواعي "ليوناردو دي كابريو" أحد أشهر نجوم هوليوود، الذي ساعده الحظ في بدايته، لكن ذكاؤه وموهبته أعطياه القدرة على الاستمرار.

مر دي كابريو بمراحل فنية ناجحة في حياته، ربما كنت كفيلة بإنهاء مشواره مبكرا، وليس العكس، فترشيحه للأوسكار وهو شاب صغير عن فيلمه"What's Eating Gilbert Grape" كان كفيلا بإنهاء دوره في السينما عند هذه المرحلة، خصوصا أن بعض الممثلين أفل نجمهم بعد الترشيح أو الفوز بالأوسكار، فالصعود السريع عادة ما يعقبه تراجع، لكن دي كابريو نجح في الخروج من حالة النجومية، وبدأ العمل من جديد للفوز بأدوار جيدة.

وعادت مرة أخرى مشكلة النجاح السريع المدوي لتطارد دي كابريو عندما اختاره جيمس كاميرون ليلعب دور جاك داوسون في فيلم "تيتانيكTitanic "، حيث رشح دي كابريو مرة أخرى لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل، وحصل الفيلم على 11 جائزة أوسكار، وهو أعلى رقم في تاريخ الجائزة.
وتخطت عائدات الفيلم المليار دولار، وأصبح ذكر اسم دي كابريو يعني ذلك الفتى الوسيم الذي اختير من بعض المجلات العالمية، كأوسم شاب على وجه الأرض إلى جانب حصوله على لقب رمز الجنس، وهو اللقب الشعبي لـ"دي كابريو" عند المراهقات.

وكان هذا القالب كفيل بترك دي كابريو نفسه ليؤدي فيلمين أو ثلاثة في نفس الدور، وينتهي به الأمر كمجرد نجم سابق، وهو تقريبا ما حدث مع زميلته في تيتانيك "كيت ونسليت"، والتي أفل نجمها سريعًا بعد نجاحها في تيتانيك، حتى أصبح من الصعب التعرف على أخبارها دون بحث مضني.

لكن دي كابريو عاد مرة أخرى، وتخلى عن دور الشاب الوسيم وبدأ يظهر للجميع في صورة الحقيقية، عندما قام بتصوير فيلمين في عام واحد هما"Gangs of New York" و"Catch me if you can" لاثنين من أهم مخرجي السينما الأمريكية، هما "مارتين سكورسيزي" و"ستيفين سبيلبرج"، ولم يتوقع النقاد من دي كابريو هذا الأداء العالي خاصة في فيلم "Catch me if you can".

وأكد الجميع أن دي كابريو تفوق على نفسه، وكذلك على توم هانكس الذي شاركه بطولة الفيلم، خصوصا في مشاهد النهاية التي أداها دي كابريو بحرفية شديدة، رشحته بعدها للفوز بجائزة الجولدين جلوب كأحسن ممثل دور أول، ولكنه لم ينالها حيث ذهبت الجائزة إلى النجم الكبير ريتشارد جير.



هذه النجاحات لم تمنع دي كابريو في التفكير في التغيير، فحتى في فيلميه مع سكورسيزي وسبيلبيرج كان شابا وسيما، ولكن بتعقيد في شخصيته انطلق دي كابريو بعدها ليؤدي ثلاثة أدوار مختلفة تمامًا عن كل ما فعله سابقا؛ أولها كان في فيلم "The Aviator" للمخرج سكورسيزي، والذي رشح فيه لجائزة الأوسكار كأحسن ممثل دور أول، ولكنه لم يفز بالجائزة أيضا رغم الإشادة به من قبل النقاد، واستحق الحصول على جائزة الجولدن جلوب عن دوره كأحسن ممثل في الفيلم.

أما الدور الثاني لـ"دي كابريو" فكان أيضا مع سكورسيزي في فيلم "الراحلون The Departed"، والذي حصل على أوسكار أحسن فيلم وأحسن إخراج في أول جائزة سكورسيزي، رغم تاريخه الحافل بالأفلام الجيدة للغاية، ورشح دي كابريو من قبل جمعية نقاد نيويورك للفوز بجائزة أحسن ممثل دور أول.

وفي هذا الفيلم، قام بأداء دور شاب دخل أكاديمية الشرطة وبعد انتهاء فترة تدريبه رفض طلب التحاقه بالبوليس، وانتهى الأمر إلى عمل دي كابريو كجاسوس للشرطة في إحدى العصابات الخطرة، وأحد أسباب ترشيحه للعديد من الجوائز في "The Departed"، هو المباراة التمثيلية التي تكررت كثيرًا بينه وبين النجم الكبير جاك نيكلسون، والتي لم تسفر عن فوز أحدهم لكنها أسفرت عن الكثير من المشاهد الرائعة و الجوائز أيضًا.


الفيلم الثالث لـ"دي كابريو" هو " الماسة الدامية ؛ حيث جسد دور مهرب ماس من زيمبابوي سافر إلى جنوب إفريقيا، لتظهر لكنته مختلطة باللغة الإفريقية والفرنسية معًا، وهو ما استطاع إتقانه إلى درجة تجعل المشاهد يتيقن أن دي كابريو ولد بزيمبابوي، وسافر بعدها إلى جنوب إفريقيا، ولم تطأ قدمه الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تم ترشيحه عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأحسن ممثل للمرة الثالثة، ولكنها ذهبت إلى النجم الأسود "فورست ويتكر" عن دوره في فيلم " آخر ملوك سكوتلاند The last King of Scotland"، والذي أدى فيه دور رئيس أوغندا الراحل عيدي أمين.

جاء أداء دي كابريو للدور متكاملًا، سواء من ناحية اللهجة أم الأداء الشكلي له؛ حيث ظهر بلحية خفيفة طوال الفيلم، وبشرة تميل للسواد فهو يعيش في إفريقيا رغم أصوله الأوروبية، وكان أداؤه غاية في الروعة، ولكن "ويتكر" سبقه إلى الأوسكار.

أحد الأشياء المميزة لشخصية دي كابريو في أفلامه أنه لا يرفض أن يموت البطل أو يفشل، فهو يترك ذلك للمخرج، وهو قد مات في معظم نهايات أفلامه بداية من تيتانيك مرورا بـ"The Departed" و"Blood Diamond".

"دي كابريو" زامل نجم سلسلة أفلام سبايدرمان الممثل الأمريكي توبي ماجواير في المرحلة الثانوية من عمره، واختارت أمه الألمانية الأصل اسمه، وهي تلده في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية يوم 11 نوفمبر 1974؛ لأنها كانت تشاهد لوحة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي في أحد المتاحف قبل ولادته بدقائق.

أما أبوه فهو من أصل إيطالي وأحد قادة جماعات الهيبيز، الذين أثاروا جدلا كبيرا في المجتمع الأمريكي في منتصف ستينات القرن العشرين، لكنه انفصل عن أمه عندما أتم "دي كابريو" عامه الأول، ليعيش هذا الأخير متنقلًا مع أمه في بيوت صغيرة فقيرة في الولايات المتحدة، إلى جانب رحلاته إلى ألمانيا للعيش مع جدته من أمه Blood Diamond"




هناك تعليقان (٢):

Purple Rose of Cairo يقول...

يا عم خلصنا من الهندسة بقى ... انت كاتب تحقيقات رائع ... ليوناردو فعلا ظاهرة فى السينما الأمريكية وعرضك لتطوره سلس و دراستك للموضوع دقيقة

تابع مدونة الأستاذ محمد خان
klephty.blogspot
فيها تأريخ رائع لتجاربه كسينمائى مصرى

قليل من التفكير يقول...

the departed and blood diamond
من اجمل الافلام اللي شوفتها في السنتين اللي فاتوا