حتي السادسة
أتعجب بشدة من فهلوة الشعب المصري في كل حاجة غير قابلة للفهلوة و تصل مراحل التعجب عندي لأعلي مستوياتها عندما أجد الشعب المصري يتعامل بغباء شديد مع البديهيات .
و من الحاجات اللي رفعت مستوي الدهشة عندي عدم ركوب المصرين للعربة الثانية في المترو المكتوب عليها للسيدات حتي السادسة و ينحشر ركاب المترو في باقي عربيات المترو بطريقة غريبة و تبقي هذه العربة شبة رايقة مقارنة بالعربيات الأخري ,
و لكسر الحاجز النفسي لدي من ركوب هذه العربة مادام الناس مش بتركبها جربت إمبارح أركب في عربية السيدات حتي السادسة و كانت الساعة ثمانية و نص تقريباً عشان اصطدم بنظرات من كم من الستات و البنات و كل ما هو أنثي تنظر لي بطريقة لو كان للنظرات مفعول لحولتني إلي خرقة قديمة -علي رأي دريني- و لم أجد أي بني أدم ذكر في العربية ؟
فكرت أركب العربية العادية بس ... باب المترو قفل طبعاً , كل هذا المشهد العبثي كان درس عملي لفهم الطريقة التي يتعامل بها المصرين مع كل حاجة في حياتهم بصراحة كده الشعب المصري إمعة و يتبع أسلوب القطيع في حياته بشكل غريب لذلك أي شيء مختلف يراه حتي لو كان هو الصح يتعامل معاه بمنطق اللي ما نعرفش نبعد عنه أو طبقاً للشعار الإنتخابي للرئيس مبارك "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش" .
عشان كده الحل مع الشعب ده هو صدمه و صعقه بكل الطرق لغاية ما يفوق عشان يكتشف إن اللي هو متعود عليه هو الغلط و الصح مش لازم يكون ما وجدنا أباءنا لهم عاكفون و هي دي بداية التغير إن كل الرجالة يركبوا عربية السيدات بعد السادسة .