بدون عنوان
لماذا تحتفظ بعض الكلمات بقيمتها فقط تناسبها مع قدر الأشخاص، لماذا لا تكون قيمة الكلام مطلقة ، بحيث تصلك الكلمات حتي وإن كانت من شخص يقرأها من كتاب لا تعرفه وبالتأكيد لا تكترث لمبدأ تواطؤا القدر ،بعض الكلام بالفعل يفقد قيمته من دون قيمة صاحبه فأفضل العبارات في التاريخ أجتذبت أهميتها من مقدار قائلها ، القرآن الكريم وهو أفضل ما قيل أو سيقال يستمد أهميته من قيمة قائله وناقله وليس العكس فكلمات القرآن دون الصبغة الإلهية مجرد كلام .
لن أبدا حكاية اليوم بالطريقة ذاتها ابتدع فيها شخصية وأحاول أن أغير في طولها وعرضها وأبعادها النفسية والشكلية حتي لا يعرف أحد أنني بالفعل هو ذلك الشخص .
لا إنه أنا وهي قصة لن تكون مثل قصة بروطاس وقيصر أو قصة الخيانة التي تأتيك من أقرب أصدقائك وإن كنت أظنها كذلك، لأول مرة في حياتي سأضع نفسي في موضع الجاني وليس الضحية كما قال هو عني وعن دور الضحية الذي أتفنن في إبداعه بأشكال مختلفة تتناسب مع طبيعة الموقف والظروف.
إذا فلنتبادل الأدوار أنا والرواي بحيث أكون أنا الشخصية الظالمة وأروي القصة بحيادية بل بتحيز تام ضدي لعل النتيجة تختلف وأصبح علي خطأ عكس ما نفعل جميعاً.
أولاً يرفض هو أن أنعت ما يحدث لي بأنه جميعاً أو كلنا دون أي إحترام لذاتي المتضخمة ولإنتمائي لبرج الثور الطيب الهاديء البيتوتي الأناني المتحفز المحب للجنس والإنتقام دون أدني ترتيب أو تخطيط لهذا الإنتقام ، ولكنها الحقيقة المطلقة أننا نظن جميعاً أن ما يحدث لنا هو جميعاً وليس أنا فقط ، ترفض الإستيعاب وتتعامل بنفس المنطق ،تحاول أن تبدو الشخص الأقرب للحكمة بصبغة الصديق ،ولا أحاول أن أنقص من شأنك فللأسف أتحدث عن شخص له تأثير وسيكون أكثر تأثيراً في دائرته المحيطة وكل الدوائر التي تصلها رد فعل الأحجار التي يرميها في المياه الراكدة أملاً في تحسينها .
ما فعله كان إلقاءً لحجر في بركة مياه تبدو للمتوهم مملؤه لكنها كانت في الحقيقة سراب وأصطدمت أحجاره الكريمة بجدار القلب لتحدث شرخاً لو ألتئم لعرفت أني من فصيلة الحمار الوحشية وأن إنتمائي لبني أدم غلطة مطبعية قلما تتكرر .
بدءت أول أحجاره الكريمة في السقوط علي سرابي الحقيقي بنعوت إن أفترض وجودها في حمار وحشي فالحمير منه بريئة ،لعله كان يظن أن علمي بأخطائي سيحول مساري ظن المجتمع أن السجن تهذيب وإصلاح ،
أجد صعوبة كبيرة في إعادة كلماته فأول ما أتذكره أني أحرف الكلام وهي بالفعل صفه موجودة وأعتز بها وإن كنت أقرنها بنعمة النسيان ونعيم الألزهيمار ،فأنا كائن ينسي ما سمعه وبالتالي تأتيه الفرصة لتحريف الكلام إستناداً لمبدأ النسيان، أستغل هذه الطريقة لأخدع بها نفسي وأعبر عن الكلمات بالطريقة التي ترضيني لعل ذلك نابع من سخطي علي الكلمات نفسها التي نسيتها لأرتفاع نسبة التلوث النفسي بها عن الحد العالمي .
لو حاول هو أنا يعيد هذه الكلمات فلن يستطيع أن يكررها بنفس النبرة والحرفية والتعبير فالحقيقي أن الكلام يخرج بالإحساس ومع علمي التام بإختلاف إحساسه الآن عما كان عليه لحظة حوارنا فهو سيكون مثلي تماماً يحرف كلماته شديدة التلوث لتبدو ضارة لكن لا تسبب الوفاة .
يتهمني بحب السيطرة والظهور ويا لعبقرية الإستنتاج يبدو أنه لم يقرأ أبداً عن مواليد الثور أو أنه لم يلحظ ذلك طيلة السنوات التي جمعتها وأقترن فيها أسمينا بعبارة الأصدقاء ،بالفعل أحب السيطرة واشتاق لها بل لعلي أذهب بعيداً وأقول أن فقداني للسيطرة يسبب لي الجنون ويفقدني عقلي تماماً ،خاصة وإن كانت هذه السيطرة تأتي بمجهود كبير فحبي للسيطرة يجعلني أفعل كل شيء –لأني أفترض أني قادر علي فعل أي شيء بالمعني الحرفي للكلمة- .
يعتبر هذا المجهود محاولة لتصغير دور الآخرين وتقليلاً من قدرهم بالفعل هو كذلك فلآخر مرة سأفترض أنك لم تقرأ صفات برج الثور ،ولن أتحدث عنك فأنا الجاني وأنت الضحية الآن ضحية حقيقية لن أحاول تشوية صورتها لأغراضي الدنيئة –وهي الكلمة التي لم يذكرها لكنها نعمة النسيان- .
أنا بالفعل أتمتع بكل الصفات اللطيفة التي منحتي حق الحصول عليها دون أي إشتراكات أو رسوم منحة لا ترد ولن أردها فأنا الجاني .
بالفعل لدي الكثير لأقوله لكن نعمة النسيان التي تجعلني بعد كل فقرة أضطر للرجوع لبداية القصة لأعرف ماذا سيحدث في الفقرة القادمة حتي مللت التحريف والتغيير أنا كذلك ..أنا هو كما تريد.
ولكن تأكد أني لن أعطيك الفرصة لمعرفة أخطائك التي أعرفها للغاية وأكتشفها يوماً بعد الآخر ليس لأن أنانية هذا البرج تسيطر علي لكنك لن تسطيع تحمل تكلفة معرفتها فأنا علي علم كامل بفاتورة الأخطاء وليس أيضاً لألعب معك لعبة الطيب والشرير الذي يظل للنهاية يدعي أنه يفعل ذلك ويرفض تلك من أجلك لكن لأن ما بعد التكاليف الباهظة راحة تامة سأمنعك منها .
تبرع أنت في اختيار العناوين لذلك سأتركها بدون عنوان انتظاراً لإبداعك.
أرجو أن لا يسأل أحد عن الشخص أو يتبرع بتخمينه فالقصة خيالية كما ذكرت في البداية.